الحمد لله الرؤوف الرحيم البر الجواد الكريم .. واشهد أن لا اله الا الله الملك العظيم..وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي الى صراط مستقيم..اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في كل أمر قويم..أما بعد
فهذا مقال موجه الى الذين يؤمنون فقط بالقرآن الكريم ولا يؤمنون بالسنة النبوية الشريفة..وقد ارتأيت أن أعرف بالسنة وأقسامها..وتبيان مكانة السنة من التشريع وذلك بشكل مختصر..على أن ابدأ في مقالات قادمة سلسلة تبيان مصادر التشريع الاسلامي وهي القرآن -السنة-الاجماع -القياس بشكل اكثر تفصيلا ان شاء الله
يقول رب العزة في سورة الحشر آخر الاية السابعة {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
يتضح من خلال هذه الآية أن أوامر الرسول ونواهيه ملزمة للأمة الاسلامية..يجازي الله الذين يمتثلون لها الجزاء الحسن..ويعاقب المخالفين عقابا شديدا..وأوامر الرسول
ونواهيه ما هي إلا أوامر الله تعالى ونواهيه..وهي وحيه لرسوله الكريم الذي ينقسم الى قسمين:وحي متعبد بتلاوته وهو القرآن الكريم ووحي غير متعبد بتلاوته وهو ما يعرف بالسنة في التشريع الاسلامي. فما المقصود بالسنة؟؟
السنة في الاصطلاح الشرعي هي كل ماصدر عن رسول الله
-من غير القرآن الكريم- من قول او فعل أو تقرير
وتنقسم السنة الى ثلاثة أنواع
-
السنة القولية وهي ما تحدث به به الرسول
في مختلف الاغراض والمناسبات مما يتعلق بالتشريع وكمثال عليها هي ما روي أن رسول الله
قال" إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".
-
السنة الفعلية وهي أفعاله التي نقلها لنا الصحابة..مثل وضوءه وأدائه الصلوات الخمس بهيئاتها وأركانها وأدائه لمناسك الحج. عن ابن العباس قال"كان رسول الله
يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن"
-
السنة التقريرية وهي سكوته عن فعل الغير أو عن قوله سواء أكان ذلك بمحضر الرسول
أو بمجلس آخر كما جاء عن أبي سعيد الخذري قال:خرج رجلان في سفر..فحضرت الصلاة وليس معهما ماء..فتيمما صعيدا طيبا..فصليا..ثم وجدا الماء في الوقت ..فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر..ثم أتيا رسول الله
فذكروا له ذلك ..فقال للذي لم يعد "أصبت السنة وأجازتك صلاتك"وقال للذي توضأ وأعاد "لك الأجر مرتين"
ولا تكون السنة مصدرا للتشريع الا اذا قصد بها ذلك..فعاداته من أكل وشرب وما الى ذلك..وسيرته الخاصة كقيامه الليل..وتزوجه أكثر من أربعة..وما صدر عنه بحسب تجربته في شؤون الحياة كالتجارة وتنظيم الجيش لا يدخل بالضرورة في باب التشريع.
مكانة السنة من التشريعيقول تعالى في محكم تنزيله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
ان طاعة الله تعالى تقتضي طاعة رسوله الكريم باتباع كل ماجاء به.. فالمسلمون في حاجة الى السنة كحاجتهم الى القرآن الكريم اذ هما متلازمان يكمل منهما الآخر.واذا نحن تمعنا أمر الطاعة في الآية الكريمة فاننا نجده مرتبا على الشكل التالي
-طاعة الله تعالى باتباع ما جاء به القرآن الكريم
-طاعة الرسول باتباع ما جاءت به السنة
-طاعة اولي الامر من العلماء فيما اجمعوا عليه(الاجماع)
-رد كل أمر لم يوجد في الكتاب والسنة والاجماع الى هذه الاصول بالقياس عليها.
وأختم مقالي المتواضع بالاية الكريمة
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }
ملحوظة: سوف يتم التوسع اكثر في مصادر التشريع الاسلامي وحجية السنة في سلسلة المقالات التي اعتزمت ان اكتبها على منتدى التوحيد ان شاء اللهوآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين...
__________________
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}والذي نفس محمد بيده ليبلغن هذا الدين مبلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت وبر ولا مدر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل.